الحب... مولد وصاحبه غايب

الحب... مولد وصاحبه غايب



(منين طلعونا بهالحب والله ماكانت على أيامنا هالمياعة؟!!) بهذه العبارة يبرئ جيل كامل نفسه من تهمة وعار الحب!!! أمام الأجيال الأخرى، فجدي لم تكن على أيامه هالموضة..... وأمي لم تعرفه يوماً.... وأخي الكبير لا يصدق وجوده حتى أخي الصغير ينكره سلفاً ..وأنا (بريئة يابيه) وطبعاً ما في على أيامي لأني (بنت وعيب ومابجوز ومابصير أصلاً)...

طيب برحمة الأجداد..هل هناك عصر لم يعرف الحب..(طيب مرقناها بس..)من أين قفز قيس وليلى وجميل وبثينة وعنترة وعبلة إلى تاريخنا وذاكرتنا ..(آخ على مين عم تضحكوا..).

ومن هنا من لحظة تصوير الحب على شكل تهمة وجريمة تبدأ سلسلة تشويه الحب الذي تمتد من جيل إلى جيل إلى جيل...(بس كل واحد باسلوبه ها).

انفصام شخصية

الحب :أصغر الكلمات وأكثرها وأعمقها معنى ..تلخصت وانحصرت (على أيادينا الشرقية..كتر خيرنا)بحالة واحدة فقط وهي العشق.. ورغم جماليةالعشق فهومحاط(بالشك والريبة وأكيد في غلط)... في نظر المجتمع المتناقض والمصاب بانفصام شخصية (عجبة )....

فالأم التي تبكي وتندب على تلك البطلة المكسيكة التي ودعها عشيقها دون قبلة حب لأنها متزوجة من والده بعد أن أجبرها عمها على ذلك ...لأنها تعرضت للاغتصاب من شخص سيتبين في نهاية الحلقة أنه خالها أو ربما شقيقها ...و...الخ.

هذه الأم ذاتها هي التي( تشلف ابنتها بالشحاطة إذا تنهدت وهي تسمع أغنية فيها شوية حب)!!!

وهي نفسها الأم التي تعاود لبس الشحاطة لترد على الهاتف ومصادفة تكون بنت غنوجة تطلب ابنها الصبي الفحل..هنا تقوم الأم ذاتها مرتدية الشحاطة ذاتها بملاطفة الفتاة ذاتها..وعيونها عم ترقص رقص..لانو هالولد الحمدالله وبعدي اسمه هالرب طلع (حرك ونغج وموقليل)يقبر قلبها....اي تتهنا والله.

حدا شفلي الحب

سلسلة التشوه وصلت لجيلنا بالسلامة، ونحن مامنصدق تجينا فرصة لنبدع...

فدايماً (منق ومنسق) على الأجيال التي سبقتنا ساخرين من نظرتهم المتخلفة للحب!!!!

(أوكي يمكن من حقنا...ويمكن مو من حقنا .. موبيناتنا) المهم نحن الشباب(صبيان وبنات)

شو منعمل مثلاً بعيد العشاق يلي صرعنا الدنيا فيه شومنعمل بهالكرنفال يلي جعلنا منه تقليداً سنوياً وتحمسنالوه هالقد... شو منعمل؟. أنا بقلكون..منعمل.كل شي...أكيد كل شي باستثناء (ونحن بلد الاستثناءات) باستثناء شغلة صغيرة اسمها الحب!!!

لأنو بعيد الحب منحكي غزل بلاحب ..ومنقدم رسائل جاهزة مجهزة بدون حب... ومنهدي ورود اصطناعية (أرخص لأنو) كمان بلا ولا شي اسمه حب..

أوكي أنا عم بالغ وعم (بلعي وبدي قص لسان وفك رقبة على البيعة )..طيب أنتوا قولولي الحقيقة وحطوا عينكون بعيني الجريئة.... وين الحب عند شباب عم تتنافس على كم هدية جمعت اليوم

ومن صبايا عم تجاكر بعضها بمين هديتها أغلى (بالقروش طبعاً).

وين الحب (دلوني واقلعوا عيني )من شب بقول:آسف حبيبتي ..لاتصلحين أن تكون زوجتي..فأنت عشيقتي فقط .

ومن صبية تقول: بحبك ياأحمد والنبي وربنا بحبك أوي بس الظروف..أنا لازم أتكوز من فاروق بيه عشان أنت مامعكش فلوس وأهلي طلبتهون كتيرة أوي...ياقوي.

مشاهد حب خزعبلية!!

وفي أغنياتنا الشبابية!!! كان التشوه حرق من الدرجة الرابعة !!!

وكان كفيل بأن نفقد إحساسنا بالحب ..أي طبعا لأنو :

كانت كوكب الشرق تقف لساعات على خشبة المسرح والجمهور في غاية الانسجام والسعادة رغم ثيابها المحتشمة وحركتها القليلة المتزنة وعندما كانت تشدو قائلة: ياااا ظالمني.....

كانت الملايين من الناس تصرخ ليس فقط إعجاباً بصوتها الرائع بل تأكيداً على أنها (حطت إيدها عالوجع )لقلوب عاشقة .

لكن اليوم عندما نرى جسد المغنية وهي (تتقلب وتتمرغ بشرشف السرير) وعندما نسمع تنهداتها دون كلماتها..وعندما تقول وتعيد.. بأنه هجرها وظلمها وقلبها بيوجعها لأنوماحاش صاحبوعنها..وفجاة تقفز من السرير وهي تلت أرباع وربع عارية وتسبح بالبسيم وتتوعد لابن الحرام الذي خانها أنها حتسهر عيونووحتورجيه يلي عمره ماشافه(ومابعتقد انو بقي شي ماشافوه)لأنو حبه وجع وهي الآه تبعها مرفقه بنص وطشت غسيل بيوج وج..

في هذه الاجواء الغريزية حتماً مافي حب بس بصيرهالكليب من نوع.. نسيانك صعب أكيد!!

يقصف عمرك جننتينا!!!

أماأغاني الحب المتبادلة على سيديات جاهزة المرفقة بتنهدات وبكاء ودموع مسجلة، فساهمت بشكل فعال بدعم تشوه صورة الحب بكلماتها التافهة والمبتذلة .....فهناك من يرتبك ويخجل عندما يرى من يحب، وهذا أمر مشروع، فالسيدة فيروز همست بحنجرتها المخملية:بحبك مابعرف حب لاتشدني بإيدي..

لكن خجل الأغنية المتهمة بالشابة كان مختلفاً نوعاً ما..لأنو تامر حسني غرائبي فهو كل مرة بشوفها فيها يبقى نفسو آآ أجيلك اقلك أنك كلك على بعضك عندي بالحياة طب آآ !!!!

اي آه على هيك حب معازي...

ويامحلا تامر ويقبش قلب محبينو قدام واحد عم بغني بظرافة :بحبك ياحمار ويكون بعلمك ياحمار بزعل لماحد يقلك ياحمار!!! (شو حتى الرفق بالحيوان صارت عم تالف اغاني )..

وآخر يتغزل بحبيبته قائلاً: يقصف عمرك جننتينا..فليتي وماحاكيتينا!!(والله بينحكى معك لأنو).

شوهالحب وشوهالحس العالي..إذا العندليب الأسمر لما انكسر خاطره وقلبه ماقال أكتر من (جباااار..وخدعتني ضحكتو )أيه الله يرحم الرايق.

يلي ظلمتوا الحب

شاب1 :بلا فلانتين بلا مسخرة ...(واحد موصاححلو حدا يهديه).

فتاة1: حاجتكون لافي حب ولاضراب السخن..(خانها مع رفيقتها وطايش حجرها).

شاب2: يلعن الحب وساعته ماحدا بستاهل حبه أصلاً..(حالقتله).

فتاة2:يبعت حمى للحب وللي بحبو..يضرب الحب شو بذل...(زابلها ومطنشها).

...(يلي ظلمتو الحب وقلتو وعدوا عليه قلتوا عليه مش عارف إيه..العيب فيكون يا بحبايبكون ..أما الحب ياروحي عليه ياروحي عليه..)عظمة على عظمة يا ست.

بطل من هذا الزمان

شو يعني عيد الفلو الفالي ....الفيلي..ارتبك وهو غير قادرعلى أن ينطقها بشكلها الصحيح..حتى استبدلها بعيد العشاق....ثم تابع ساخراً..شو يعني عيد للحب وللي بحبه ..والله العظيم شغلة غريبة...تابع أبو خالد ناطور البناء عمله ومن ثم عاد ليستوقفني ويسأل ..بتعرفي عمو أنا اتجوزت أم خالد الله يرحمها بدون ماحبها وتحبني..وعشنا مع بعض شي 35 سنة...بلا حب ها

حتى لماماتت المسكينة ماحسيت أني اشتقتلها بس اشتقت لكاسة الشاي يلي كانت تعملها ..واشتقت لصحن الجظ مظ يلي كانت تحضرلي ياه...أيهه والله أحياناً بروح بزورها بهالتربة بحاكيها وبعاتبها من كل قلبي ..بعاتبها عمو لأنها راحت وتركتني لحالي...(يضحك ساخراً من نفسه ويتابع: الغريب أنو من يوم ما ماتت وأنا صرت أتذكر عيد زواجنا وعيد ميلادها وذكرى خطبتنا وذكرى كتب كتابنا... مع أنو ولامرة كنا نحتفل بهالشغلات الله وكيلك...بتعرفي ليش عمو..لأنو من لماغابت عينها صارت وراق الروزنامة تسليتي الوحيدة...وصرت أحسب الوقت بالدقيقة..إيههه... تقولي عمي عم يطول الليل من وقت ماتت ام خالد...الله وكيلك ماعام بقدر نام... مع أني عم أتعب بالشغل وعم أتعب أكتر بلاها..آخ ياعمو والله عم أتعب وجوع وأعطش بلا أم خالد رحمة الله عليها..بتعرفي عمو القصة مو قصة قنينة غاز أو شطفة درج تساعدني فيها... القصة أنو لما كنت أرجع على هالغرفة وأسمع منها كلمة الله يعطيك العافية ..آه ياعمي تقولي هالكلمة لمست نبي كان يحلحل تعبي كله...والله ياعمو أنا ماحبيتها يمكن ..بس بتقدري تقولي اتعودت عليها ...وع فكرة مااشتقتلها بس كتيير محتجلها .....كتير ..

تابع أبو خالد شطف الدرج متنهداً وخلّف في قلبي حالة بكاء.. واحتارت دموعي..فكنت لاأدري أأبكي على دموع وحدته وتنهداته....أم على تفاصيل حبه التي تاه عنها عنوانها الأصلي وهو الحب...أبو خالد لم يدري أنه كان عاشقاً...

أكتر من عادي

لما اتنين بحبوابعضون ...ومن كل قلبون....

ولما بتمنحون هالشام سما وشمس وورد ليحبوا...

ولما بتحرمون من سقف غرفة يحتضن حبون...

ولما بهاجروا ..بيفارقوا..وبيبكوا....

ولما الشام بتخونون ..وبتعطيون ضهرها...

ولما بصيروا بيكرهوا الشام واهلها..وسماها وأرضها..

ولما منفقد الحب الكبير...لوطن ماعطانا أقل من حقنا..

ساعتها أكتر من عادي يتشوه الحب عنا..عادي.

شغف

لنترك للقلب فسحته السماوية...

ولنرقص مع القمر...

مؤمنين بأننا خلقنا لذلك....